الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
وبعد:
فإنَّ ما جرى مِن تجَرُّؤٍ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في أحداثِ الدانمارك جريمةُ اعتداءٍ تمسُّ مقدساتِ الأمة وهو أمرٌ غير مقبول، كما أنه تخريبٌ لمسيرة التعارف الحضاري بين البشر (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [الحجرات: 13].
وعليه:
1- فإننا نشدُّ على يد الأمة التي هبَّت لنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم - وهو أمرٌ يؤكد أن هذه الأمةَ أمةٌ حية - كما أننا ننبِّه على أن تكون هذه النصرة مرآةً لنهج الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من خلال تصرفات أمته.
2- وندعوا الدانمارك حكومةً وشعباً إلى الاستجابة للأصوات المنصفة والناضجة التي انبثقت من داخل مجتمعها معتذرةً وداعيةً إلى إدانة هذا التعدي وإيقافه حتى لا تعيش الدانمارك عزلةً عن مسيرة المجتمع الدولي الذي يُدْرِج ضمن حدود الحريات ما يمنعها من التعدي على المقدسات الدينية أو إثارة الكراهية ضد دين أو عرق. وكذلك نوجه هذه الدعوة إلى الدول التي دافعت عن هذا التعدي، على أنه لا يوجد اليوم مجتمع يُقرُّ الحرية غير المسؤولة دون أن يضع لهذه الحرية ضوابط تحول بينها وبين الإضرار بالغير، ثم تتفاوت المجتمعات في هذه الضوابط.
3- وإننا هنا نؤكد أن حريةَ الرأي مكفولةٌ في ديننا الحنيف لمن أراد أن يستوضح أو أن يحاور شريطةَ عدم الإساءة (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125]. وهذا ما اتفق على قَبوله عقلاء البشر ونصَّت عليه اتفاقيات حقوق الإنسان.
4- ومع هذا فإننا ندعوا المسلمين إلى الانضباط بضوابط الشرع الحنيف ونرفض مقابلة الإساءة بما لا يجيزه شرعُنا من نقض العهود والمواثيق المحترمة في شريعتنا بالاعتداء على السفارات أو الاعتداء على الأنفس المؤمَّنة وأمثالها من الأعمال غير المرضية والتي قد تشوِّه عدالة مطالبنا أو تتسبَّب في عزلنا عن مخاطبة العالم. فإن نصرة نبيِّنا لا تكون بمخالفةِ شرعه.
5- وإننا هنا نثمِّن المواقف المنصِفة التي صدرت عن عدد من المراجع الدينية مستنكرة هذا التعدي الشائن مما يدعو إلى التأكيد على عدم أخذِ غير المسلمين في بلادنا وخارجها بجريرة الذين أساؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك عملاً بقوله تعالى (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الأنعام: 164] وقوله عز وجل (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].
6- كما أننا ندعوا منظمة المؤتمر الإسلامي ومن ورائها دولنا وحكوماتنا وكذلك المجتمع الدولي إلى العمل على استصدار قرار من هيئة الأمم المتحدة يجرِّم الإساءة إلى نبي الله محمد أو نبي الله عيسى أو نبي الله موسى بل إلى سائر أنبياء الله عليهم السلام.
7- وإننا هنا نُذكِّر الأمة بضرورة إحياء الصلة بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم محبةً وإتباعاً وإحياءً لأخلاقه وهديه الشريف. وأن لا يكون انتهاضهم للنصرة مجرد ردةِ فعلٍ تنتهي بانتهاء الحدث، بل ينبغي أن يكون هذا الأمر حياًّ في الأمة ما بقيَت.
8- ونؤكد على أنَّ واجبَنا الآن هو الانتقال إلى مرحلة تعريف الأمم بنبيِّنا عبر نشرِ أخلاقه وأوصافه وشمائله إلقاءً وكتابةً، وقبل ذلك كله ومعه وبعده سلوكاً ومعاملةً وأن تقوم المؤسسات المعنيَّة وأصحاب الإمكانيات بواجبهم في دعم هذا التعريف.
</< body body<> هذا ونسأل الله كمال التوفيق لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلماء الموقِّعون على البيان
الشيخ أبو بكر أحمد المليباري
الأمين العام لجمعية علماء أهل السنّة والجماعة في الهند (الهند)
الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور
الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية (اليمن)
الدكتور أحمد الكبيسي
الداعية الإسلامي المعروف (العراق)
الدكتور أحمد بدر الدين حسّون
المفتي العام للجمهورية العربية السورية (سورية)
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام سلطنة عُمان (عُمان)
الأستاذ الدكتور أحمد نور سيف
Tiada ulasan:
Catat Ulasan